هكذا الليل يمضي سريعاً قبل أن نغوص سعادة في بحور الغرام ،
يمضي ولم نرسم لوحات العشق بين ثنايا الوجود .

الأربعاء، 11 يناير 2012

هنـد .. ( قصة قصيرة ) ،!!







هند معلمة الصفوف الأولية 

جمال ساحر وخُلق رفيع
وتعامل يجبرك على التأمل والتعلم !

وكأن الخالق قد جمع آيات الحُسن والجمال فيها ..





ذات يوم دراسي بادرها أطفال الصف بسؤال !
أبتسمت منه رغم الألم في ملامحها !!

لماذا لم تتزوجي حتى الآن يا أستاذة ؟؟!!

قالت : سأجيبكم على سؤالكم ولكن بشرط أستمعوا لهذه القصة :

طفلة جاء مولدها بخلاف لسبب مجيئها للدنيا !!
والدها يرفض أن يكون المولود أنثى !

فهي الرقم ثلاثة في الترتيب العائلي في الأسرة ..

ذات مساء كان والدها ينتظر مولوداً ذكراً ولكن هي هبة الخالق !!
فقد كان المولود أنثى ..

لم تذق الأم طعماً للنوم خوفاً من تهديد زوجها بأنه سيرمي المولود إن كان أنثى !
وفعلاً قد فعل ذلك !!
أستغل إنشغال الأم مع ضيوفها وأخذ الطفلة في لمح البصر وغادر المنزل 
مع إقتراب صلاة العشاء وضع الطفلة أمام مسجد بعيد عن حيّهم وأختفى عن المارة ..

فُجعت الأم عن إختفاء طفلتها وبادرت بالإتصال على زوجها ولكنه لا يجيب !

عاد الأب للمسجد في ساعة متأخرة فوجد الطفلة في نفس المكان ولم يأخذها أحد !
أخذها وعاد بها للمنزل وسط ذهول من الجميع !!
وعند سؤاله أجاب غاضباً لا شأن لأحد في بيتي وأولادي !

في اليوم الثاني كرر والد الطفلة نفس السيناريو وأخذ الطفلة لمكان أبعد هذه المرة
ووضعها أمام جامع المدينة وغادر سريعاً !

عاد صلاة الفجر للجامع فوجدها كما هي !!

أخذها وعاد للمنزل في تساؤل مع نفسه عما يحدث ؟!
تركها بين أحضان أمها وغادر المنزل لعدة أيام تاركاً علامات من التعجب والدهشة لتصرفاته !

مع أول عودة له أخذ الطفلة مكرراً فعلته ولكنه هذه المرة لم يكمل طريقه !
حيث أرتطمت سيارته بأحد الحواجز الحديدية على جنبات الطريق 
أدت لإنقلاب سيارته فأصيب بغيبوبة أُدخل على إثرها العناية الفائقة ..

الطفلة لم تُصاب بأي أذى ! 

بقي الأب في غيبوبته عشرون يوماً وبفضل من الله تماثل للشفاء
 وغادر المستشفى بعد علاج دام ثلاثة أشهر
أثناء جلوس الأب شاهد أبنته وهي تلعب وتصدر بعض الأصوات فدمعت عيناه وأجهش بالبكاء طويلاً !

أستمرت الأسرة في هدوء وأسلوب معيشي وتعامل مختلف من الأب ،

بعد عامين رُزق الأب بمولود ذكر بعد خوف من الأم عن تكرار ماحدث في حال المولود أنثى ..
ولكن الفرحة لم تدم طويلاً فقد توفيت البنت الأولى بعد ولادة الأم بأيام قليلة ..

وتستمر الحياة وتحمل الأم وتضع مولودها الذكر الثاني وسط فرحة كبيرة من الجميع ،


أستمرت الحياة وكبر الجميع ..
أكمل الأبناء دراستهم ، تخرج الجميع وأصبح لكل منهم حياته ومستقبله العملي

الأولاد الذكور تزوجا وكلاهما منشغل بحياته وأسرته ..
البنت الثانية تزوجت وسافرت مع زوجها ..

توفيت الأم بعد معاناة مع المرض ..

الأب طريح الفراش ، مقعد لايستطيع الحركة ،

يزوره أبناءه كل شهرين أو ثلاثة لبعد المسافة !!

بقيت أبنته الصغيرة التي حاول أبيها التخلص منها لثلاث مرات !!
وفي كل مرة يعيدها القدر !

أتدرون من هي الطفلة يا أحبابي ؟

هي أنا ، معلمتكم !!

ليس لأبي من يرعاه غيري ..
وبكاء أبي ليل نهار على ما فعله بي لا يخففه إلا أنا !
كيف أتزوج ؟

لمن أدعهُ في حالته هذه ؟؟!


لكم الإجابة على سؤالكم ..!!




قصة ليست من وحي الخيال ..!!

2يناير 2012